حرصًا منها على وضع الناس في قلب التنمية الحضرية، تُطلق مؤسسة فوسبوكراع المرحلة الثانية من مشروع «ارسم لي مدينة» ، وهو مشروع يجمع المواطنين للتفكير في التخطيط لمدينة تلبي احتياجات جميع قاطنيها.
يهدف هذا المشروع إلى دراسة الاحتياجات الخاصّة للأطفال والشباب والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة الذين لا تتمّ مراعاة احتياجاتهم في الأساليب التقليدية للتخطيط الحضري. من خلال هذا المشروع، ستُتاح لهذه الفئات الفرصة للتعبير عن تطلّعاتها فيما يتعلق بأماكن معيشتها، والمشاركة في وضع أفكار التخطيط المتعلقة بالتنقُّل والمساحات الخضراء والأماكن العامة.
وسيُعبّر المشاركون عن وجهات نظرهم من خلال أداة ممتعة تعتمد على الرسم وباستخدام هذه الأداة التفاعلية، سيتمكّن المشاركون من تحسين الصور الملتقطة للمساحات الحضرية وتعديلها وفقًا لاحتياجاتهم وتطلعاتهم؛ وقد أثبتت هذه الأداة التفاعلية أنها أكثر فعالية في عمليات التشاور والتصميم التعاوني من أساليب المسح أو الاستبيانات التقليدية.
يُنفّذ مشروع «ارسم لي مدينة» على ثلاثة مراحل:
• في أبريل 2019: عُقدت ورشات عمل في المدارس، وفي المركز التكويني التابع للمؤسسة «مركز العيون لتأهيل الكفاءات»؛ حيث عمل مديرو الورشات على توجيه المشاركين من الفئات الأربع خلال ورشات العمل الداخلية، واستخدم المشاركون الكولاج والرسم والأداة التفاعلية المتاحة للتعبير عن احتياجاتهم وتطلعاتهم.
• في نوفمبر 2019: سيعقد مديرو الورشات ورشات عمل خارجية في العيون وفم الواد لتوسيع نطاق عينة الأشخاص الذين سيتم استطلاع آراؤهم. وسيتم استخدام أجهزة لوحية لإجراء التشاورات الرقمية، ومنصات متنقلة لإجراء التشاورات التناظرية.
• في ديسمبر 2019: في نهاية ورشات العمل هذه، سيتم عقد مؤتمر دولي لتنشيط «المجمّعات الحضرية». والمجمّعات الحضرية هي مبادرة من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) مصمّمة كمنصات للحوار وتبادل وجهات النظر بين الباحثين والمهنيين وصُنّاع القرار المعنيين بالتخطيط الحضري. وسيُعقد المؤتمر في مدينة العيون بحضور أربعين مشاركًا -من بينهم شركاء دوليين ومحليين- تحت شعار «أساليب التشاور بشأن التنمية الحضرية المطبّقة في البلدان النامية».
ويُعدّ مشروع «ارسم لي مدينة» -المستوحي من قصة «الأمير الصغير» الشهيرة- أكبر بكثير من مجرد منصة للتصميم التعاوني؛ إنّه دعوة للإدماج الاجتماعي لجميع الأقليات السكانية. وهذا المشروع تقوم عليه مؤسسة فوسبوكراع بدعم من شركائها المحليين: وزارة الشباب والرياضة، ووزارة التربية الوطنية، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والعصبة المغربية لحماية الطفولة.