مدينة للمعرفة والابتكار في خدمة الجهات الجنوبية للمغرب
تقود مؤسسة فوسبوكراع في جهة العيون الساقية الحمراء بجنوب المغرب مشروعًا تنمويًا مهمًّا وهو تكنوبول فم الواد، حيث سيتمّ تشييد حاضرة المعرفة على مساحة 600 هكتار على بعد 20 كلم من مدينة العيون، باستثمارات قدرها 2 مليار درهم.
ويعتبر هذا المشروع الطموح جزءًا من المهمة الشاملة لمؤسسة فوسبوكراع؛ والتي تتمثل في المساهمة في تحقيق تنمية مستدامة للجهات الجنوبية وتعزيز رفاهية المجتمعات المحلية. وإلى جانب كونه مشروع تخطيط حضري مبتكر، يهدف التكنوبول إلى أن يكون مختبرًا للبحث والتجريب ومنصة لنقل المعرفة لتعزيز الديناميكية الاجتماعية والاقتصادية؛ ليس للمنطقة فحسب ولكن لإفريقيا أيضًا.
ولتعزيز مهمته كمدينة للمعرفة والابتكار، يشتمل تكنوبول فم الواد على ثلاثة مكوّنات رئيسية تأخذ في الاعتبار الخصوصيات المحلية المشتركة بين المناطق الجنوبية والقارة الأفريقية، وهي كالتالي:
- المكوّن الأول: قطب التعليم والبحث المدعوم من قبل جامعة محمد السادس متعدّدة التخصصات التقنية ومركزها البحثي والمخصص للموضوعات المتعلقة بالبيئة الصحراوية.
- المكوّن الثاني: قطب الأعمال الذي يضم حاضنة أعمال لمواكبة حاملي المشاريع وتعزيز المقاولات الناشئة.
المكوّن الثالث: القطب الثقافي الذي يضم متحفًا وقرية تجارية وحرفية، فضلًا عن بنى تحتية اجتماعية وبيئية تهدف إلى تحسين جاذبية المنطقة.
موقع طبيعي فريد يتميز بعناصر جذب متعددة!
تم تصميم مشروع تكنوبول فم الواد -الذي يتميز بموقع فريد بين البحر والصحراء ويمتد على مساحة 600 هكتار- بأسلوب يراعي القيود الطبيعية لموقعه الذي يتفرد بعناصر جذب استثنائية ومتعددة. ويتيح التصميم المبتكر للمشروع الاستفادة من موقعه الطبيعي، والحفاظ على بيئته المحيطة، واستغلال المناخ والرياح والرمال وخصائص سواحل جنوب الصحراء لتحقيق أداء بيئي أفضل.
منطقة مدعومة بطاقات متجددة
يهدف تكنوبول فم الواد إلى أن يكون منطقة مدعومة بطاقات متجددة تكون مصادرها متاحة فيه بشكل مباشر. ومن بين البنى التحتية المقرر إنشاؤها: استخدام ألواح كهروضوئية لإنتاج الطاقة الشمسية، وإنشاء محطة لمعالجة المياه لإعادة تدوير المياه بهدف استخدامها في ري المناطق الزراعية، ومعالجة النفايات العضوية لتوليد الطاقة، واستخدام نباتات متكيفة مع البيئة المحيطة.
هندسة معمارية تجمع بين التميز واحترام البيئة
توفق مباني هذا القطب الحضري الجديد بين روح المبادرة والابتكارات المعمارية من ناحية، واحترام البيئة الطبيعية والتكامل معها من ناحية أخرى. فعلى سبيل المثال، الهندسة المعمارية لجامعة محمد السادس متعدّدة التخصصات التقنية مستوحاة بقوة من مورفولوجيا الكثبان الرملية، وتدمج في الوقت نفسه عناصر حديثة لضمان توفير راحة حرارية طبيعية. كما تخلق شوارعها الداخلية، إلى جانب خطوط الكثبان الرملية، منافذ للرياح. وتوفر ساحاتها الداخلية -التي تغطيها مظلات- أماكن متميزة لعقد اجتماعات ولقاءات في الطبيعة.